فصل: سورة يونس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (121):

{وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121)}
{وَلاَ يُنفِقُونَ} فيه {نَفَقَةً صَغِيرَةً} ولو تمرة {وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا} بالسير {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ} ذلك {لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} أي جزاءه.

.تفسير الآية رقم (122):

{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)}
ولما وبخوا على التخلف وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية نفروا جميعاً فنزل: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ} إلى الغزو {كآفَّةً فَلَوْلاَ} فهلا {نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ} قبيلة {مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} جماعة ومكث الباقون {لِّيَتَفَقَّهُواْ} أي الماكثون {فِي الدين وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ} من الغزو بتعليمهم ما تعلّموه من الأحكام {لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} عقاب الله بامتثال أمره ونهيه. قال ابن عباس: فهذه مخصوصة بالسرايا، والتي قبلها بالنهي عن تخلف واحد فيما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآية رقم (123):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ قَاتِلُواْ الذين يَلُونَكُمْ مِّنَ الكفار} أي الأقرب فالأقرب منهم {وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً} شدّة: أي أغلظوا عليهم {واعلموا أَنَّ الله مَعَ المتقين} بالعون والنصر.

.تفسير الآية رقم (124):

{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)}
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ} من القرآن {فَمِنْهُمْ} أي المنافقين {مَن يِقُولُ} لأصحابه استهزاء {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه إيمانا} تصديقاً؟ قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذين ءَامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إيمَانَاً} لتصديقهم بها {وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} يفرحون بها.

.تفسير الآية رقم (125):

{وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)}
{وَأَمَّا الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} ضعف اعتقاد {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلى رِجْسِهِمْ} كفراً إلى كفرهم لكفرهم بها {وَمَاتُواْ وَهُمْ كافرون}.

.تفسير الآية رقم (126):

{أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126)}
{أَوْ لاَ يَرَوْنَ} بالياء: أي المنافقون، والتاء: أيها المؤمنون {أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ} يُبْتلون {فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} بالقحط والأمراض {ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ} من نفاقهم {وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} يتعظون.

.تفسير الآية رقم (127):

{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127)}
{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ} فيها ذكرهم وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم {نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ} يريدون الهرب يقولون {هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ} إذا قمتم؟ فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا ثبتوا {ثُمَّ انصرفوا} على كفرهم {صَرَفَ الله قُلُوبَهُم} عن الهدى {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} الحق لعدم تدبرهم.

.تفسير الآية رقم (128):

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)}
{لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} أي منكم محمد صلى الله عليه وسلم {عَزِيزٌ} شديد {عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} أي عنتكم، أي مشقتكم ولقاؤكم المكروه {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أن تهتدوا {بالمؤمنين رَءُوفٌ} شديد الرحمة {رَّحِيمٌ} يريد لهم الخير.

.تفسير الآية رقم (129):

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)}
{فَإِن تَوَلَّوْاْ} عن الإِيمان بك {فَقُلْ حَسْبِىَ} كافيّ {الله لآ إله إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} به وثقت لا بغيره {وَهُوَ رَبُّ العرش} الكرسي {العظيم} خصه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات. وروى الحاكم في المستدرك عن أبيّ بن كعب قال: آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول} إلى آخر السورة.

.سورة يونس:

.تفسير الآية رقم (1):

{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)}
{الر} الله اعلم بمراده بذلك {تِلْكَ} أي هذه الآيات {ءايات الكتاب} القرآن، والإِضافة بمعنى (مِنْ) {الحكيم} المحكم.

.تفسير الآية رقم (2):

{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)}
{أَكَانَ لِلنَّاسِ} أي أهل مكة استفهام إنكار، والجار والمجرور حال من قوله: {عَجَبًا} بالنصب خبر (كان) وبالرفع اسمها، والخبر وهو اسمها على الأولى {أَنْ أَوْحَيْنَآ} أي إيحاؤنا {إلى رَجُلٍ مِّنْهُمْ} محمد صلى الله عليه وسلم {أَن} مفسرة {أَنذِرِ} خَوِّف {الناس} الكافرين بالعذاب {وَبَشِّرِ الذين ءَامَنُواْ} أي ب {أنّ لَهُمْ قَدَمَ} سلف {صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} أي أجراً حسناً بما قدّموه من الأعمال {قَالَ الكافرون إِنَّ هذا} القرآن المشتمل على ذلك {لساحر مُّبِينٌ} بيِّن وفي قراءة {لساحر} والمشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآية رقم (3):

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)}
{إِنَّ رَبَّكُمُ الله الذي خَلَقَ السموات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} من أيام الدنيا أي في قدرها لأنه لم يكن ثَمَّ شمسٌ ولا قمر، ولو شاء لخلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت {ثُمَّ استوى عَلَى العرش} استواء يليق به {يُدَبِّرُ الأمر} بين الخلائق {مَّا مِن} زائدة {شَفِيعٍ} يشفع لأحد {إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} ردّاً لقولهم: إن الأصنام تشفع لهم {ذلكم} الخالق المدبِّر {الله رَبُّكُمْ فاعبدوه} وَحِّدُوهُ {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} بإدغام التاء في الأصل في الذال.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)}
{إِلَيْهِ} تعالى {مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ الله حَقّاً} مصدران منصوبان بفعلهما المقدَّر {إِنَّهُ} بالكسر استئنافاً، والفتح على تقدير اللام {يَبْدَؤُاْ الخلق} أي بدأه بالإِنشاء {ثُمَّ يُعِيدُهُ} بالبعث {لِيَجْزِىَ} يثيب {الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات بالقسط والذين كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ} ماء بالغ نهاية الحرارة {وَعَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم {بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ} أي بسبب كفرهم.

.تفسير الآية رقم (5):

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}
{هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيآءً} ذات ضياء: أي نور {والقمر نُوراً وَقَدَّرَهُ} من حيث سيره {مَنَازِلَ} ثمانية وعشرين منزلاً في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً أو ليلة إن كان تسعة وعشرين يوماً {لِّتَعْلَمُواْ} بذلك {عَدَدَ السنين والحساب مَا خَلَقَ الله ذلك} المذكور {إِلاَّ بالحق} لا عبثاً تعالى عن ذلك {يُفَصِّلُ} بالياء والنون: يبين {الأيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يتدبرون.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}
{إِنَّ فِي اختلاف اليل والنهار} بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان {وَمَا خَلَقَ الله فِي السماوات} من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك {وَ} في {الأرض} من حيوان وجبال وبحار وأنهار وأشجار وغيرها {لأيات} دلالات على قدرته تعالى {لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} ه فيؤمنون: خصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بها.

.تفسير الآية رقم (7):

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)}
{إَنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} بالبعث {وَرَضُواْ بالحياة الدنيا} بدل الآخرة لإِنكارهم لها {واطمأنوا بِهَا} سكنوا إليها {والذين هُمْ عَنْ ءاياتنا} دلائل وحدانيتنا {غافلون} تاركون النظر فيها.

.تفسير الآية رقم (8):

{أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)}
{أولئك مأواهم النار بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} من الشرك والمعاصي.

.تفسير الآية رقم (9):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
{إِنَّ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات يَهْدِيهِمْ} يُرشدهم {رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} به بأن يجعل لهم نوراً يهتدون به يوم القيامة {تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار فِي جنات النعيم}.

.تفسير الآية رقم (10):

{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)}
{دعواهم فِيهَا} طلبهم لما يشتهونه في الجنة أن يقولوا {سبحانك اللهم} أي يا الله، فإذا ما طلبوه وجدوه بين أيديهم {وَتَحِيَّتُهُمْ} فيما بينهم {فِيهَا سلام وَءَاخِرُ دعواهم أَنِ} مفسرة {الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين}.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}
ونزل لما استعجل المشركون العذاب: {وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم} أي كاستعجالهم {بالخير لَقُضِىَ} بالبناء للمفعول وللفاعل {إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} بالرفع والنصب، بأن يهلكهم ولكن يمهلهم {فَنَذَرُ} نترك {الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طغيانهم يَعْمَهُونَ} يتردّدون متحيّرين.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}
{وَإِذَا مَسَّ الإنسان} الكافر {الضر} المرض والفقر {دَعَانَا لِجَنبِهِ} أي مضطجعاً {أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا} أي في كل حال {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ} على كفره {كَأَن} مخففة واسمها محذوف: أي كأنه {لَّمْ يَدْعُنَآ إلى ضُرِّ مَّسَّهُ كذلك} كما زُيّن له الدعاء عند الضرّ والإِعراض عند الرخاء {زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ} المشركين {مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)}
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القرون} الأمم {مِن قَبْلِكُمْ} يا أهل مكة {لَمَّا ظَلَمُواْ} بالشرك {وَ} قد {جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات} الدلالات على صدقهم {وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ} عطف على (ظلموا) {كذلك} كما أهلكنا أولئك {نَجْزِي القوم المجرمين} الكافرين.

.تفسير الآية رقم (14):

{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}
{ثُمَّ جعلناكم} يا أهل مكة {خلائف} جمع (خليفة) {فِي الأرض مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} فيها، وهل تعتبرون بهم فتصدّقوا رسلنا؟.

.تفسير الآية رقم (15):

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
{وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا} القرآن {بينات} ظاهرات حال {قَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} لا يخافون البعث {ائت بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هاذآ} ليس فيه عيب آلهتنا {أَوْ بَدِّلْهُ} من تلقاء نفسك {قُلْ} لهم {مَّا يَكُونُ} ينبغي {لِى أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآئِ} قِبَلِ {نَفْسِى إِنْ} ما {أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ إِنّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى} بتبديله {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} هو يوم القيامة.